الاداء المتراجع الى اين ؟

 

صحيح ان النتيجة التي انتهت عليها مباراة غاروه كانت محبطة ومخيبة للامال بكل المقاييس ..

 

وبلاشك فان الروح التي ادي بها لاعبو الهلال تلك المباراة لم تكن روحهم التي اعتدناها قوية لاتعرف الاستسلام من اجل الهلال ..

 

جاءنا القطن مستسلما فوجدنا اكثر استسلاما ..وعجز لاعبوه عن صنع الفرص فمنحناهم هدفين غاليين ..

 

ولكن دعونا نترك ما حدث في غاروة لسجلات النسيان ولنفتح النوافذ مشرعه من اجل الاعداد والتجهيز لملحمة التحدي والعبور ..

 

فانيمبا الذي احرجناه على ارضه وفرضنا عليه التعادل سيضع كل قواه وطاقاته من اجل احراجنا على ملعبنا ..

 

هذا الفريق الذي لم يتذوق طعم الهزيمه حتى الان في دوري المجموعات آن الاوان لكي تنهتي مسيرته مع النتائج الجيده ..والاسياد الذين عودونا على الاداء الجاد والنتائج المرضيه على ملعبهم بلاشك قادرون على التعويض ورسم الفرحه في الشفاه من جديد بالعروض القوية والانتصارات الباهره ..

 

ندرك ان الاعداد لهذه المباراة سيمر بمنعطفات كثيره اولها اجواء العيد السعيد التي نعيشها هذه الايام وثانيها سفر لاعبينا الدوليين الى الكنغو مع المنتخب والعودة من هناك قبل المباراة بثلاثة ايام فقط .

 

و كثيرا ما تكون الصعاب والمعاناة دافعا لنجومنا الكبار لبذل المزيد من العطاء والتجويد فاللعب في مثل هذه الظروف وهذه الاجواء ليس غريبا عليهم ويمتلكون فيه من الخبرة ما يكفي لكسب الرهان .

 

ولكن يبقى التحدي الاكبر في تعديل الصورة المقلوبة في الاداء فنحن لانريد انتصارا بشق الانفس كالذي حدث امام الرجاء او القطن الكاميروني بل نريده فوزا مقرونا بالاداء الذي يبعث بالطمأنينه في النفوس ويجدد الامال والطموحات في الحلم الكبير ..

 

يجب ان ننسى كل همومنا وقضايانا ومطالبنا الشخصيه حتى نحقق الغاية التي نصبوا اليها جميعا فبعض الامور الصغيرة كثيرا ما تحرمنا من احلام وطموحات نراها امام اعيننا ونعجز عن الوصول اليها ..

 

ولابد لنا ان نتسامى ونحتسب فالعبرة بالخواتيم والفرص المتاحة للانجازات لا تاتي كل عام لذلك لابد ان نجتهد ولاندع فرصة هذا العام تفوتنا ..

 

اضعناها في عام 2007 وكنا الاقرب وفرطنا فيها عام 2009 وكنا الاحق والاجدر.. والان نحن نسير على نفس الطريق ما لم نتدارك اخطاءنا ونتعلم من ماضينا .

 

يجب ان نجعل كل مساحات الندم على التفريط مساحات للفرح وعلينا ان نستغل كل الطاقات الموجوده الاستغلال الامثل والسليم من اجل الوصول الى منصة التتويج ..

 

الاهمال وعدم الاكتراث والتفكير السلبي لا يخلق ابطالا واذا اردنا تحقيق المراد لابد ان نهتم ونركز وننتهج الاسلوب والطريق الذي يقود الى البطولات فطريق الانجازات واضح ومعروف وطريق الفشل والخروج واضح ايضا وعلينا ان نختار بالفعل لا بالكلام ..

 

يجب ان يتذكر لاعبونا جماهيرهم التي تحبهم وتتألم لهزيمتهم في لحظات الاداء الهزيل وعليهم ان لاينسوا اولئك الذين لم يتذوقوا للعيد طعما بسبب ماحدث في غاروا ..

 

مشاعر الاهله وافراحهم امانة في اعناقكم وعليكم ان لا تستخفوا وبها وان تقدرونها خير تقدير لانها تاتي من قلوب صادقة لا تعرف عشقا غير الانتماء لهذا الهلال ..

 

ولابد لادارة الهلال ان تجلس مع اللاعبين واناشد رئيس الهلال ان يقوم بذلك شخصيا فالمحافظه على مساحة الطموح المتبقيه تحتاج لاهتمام اداري خاص والى تعامل بشكل مختلف يخلق الدوافع ويحفز النفوس للعطاء ..

 

والبرير الذي عهدناه رئيسا ناجحا للقطاع الرياضي من قبل بلا شك قادر على خلق الدوافع في نفوس اللاعبين وهو رئيس ..

 

يجب ان تزول كل الاسباب التي تقود الى هذا التراجع المخيف قبل ان تستفحل والا فان المحصلة ستكون كارثية على الجميع فاداء الفريق في معظم مباريات النصف الثاني من الموسم لايدعو للتفاؤل ويثير القلق والمخاوف ..

 

كذلك يجب على السيد ميشو ان يراجع حساباته وان يتناقش مع لاعبيه بهدوء فالاصوات التي تتحدث عن الجرعات البدنيه غير الكافيه في التمارين يجب ان تجد الاهتمام منه ..

 

اذ ان انخفاض الاداء وكثرة الاصابات وضعف التركيز لا مبرر لها غير انخفاض معدل اللياقه البدنيه او عدم كفاية الجرعات التدريبيه للوصول باللاعبين الى المعدل المطلوب ..

 

واتمنى ان يسعى الفريق لعمل معسكر اعدادي خارج البلاد اذا قدر له الوصول الى المربع الذهبي فتمارين ميشو ومباريات الممتاز غير كافيه لتأهيل اللاعبين لدور الاربعه وذلك من واقع اداء الفريق وحديث عدد من اللاعبين والمختصين .

 

اتمنى ان تكون في نفوسنا جميعا مساحه للاعتراف بالخطا والعمل على تصحيحه فالمكابرة تضاعف الاخطاء وتباعد الخطى عن طريق العودة من جديد .