Test

حقوق البث ..الحاج.. وملاح.. لا اسكت الله لكما صوتاً

22 مارس 2012

كلما نظرت لشغف القاعدة الجماهيرية في السودان بالرياضة عموما وكرة القدم خصوصا تأسفت للإهمال الذي تمارسه الدولة تجاه هذا القطاع ... بل هي لا تمارس إهمالا فقط وإنما تحاول عن قصد أو غير قصد أن تعمل معاول الهدم فيه.. وتشوه الصورة الجميلة التي تكسوه منذ أن عرف هذا البلد الرياضة وضروبها.. وقبل أن أتحدث عن حقوق البث التي راحت شمار في مرقة بعد أن دوشنا عصام الحاج وهاشم ملاح بهضم الحقوق التي تتعرض له القمة في مسالة البث وبسبب هذه الضجة فسخ الاتحاد عقده مع قناة قوون..

اريد ان اعود بكم قليلا لتعامل الدولة مع قضية تطوير البنيات التحتية للرياضة .. وكذلك تطوير الإدارة فيه.. فيما يخص الأولي فقد وضعت الدولة قبل أكثر من عشرين عاما (أساسا) للمدينة الرياضية .. في إطار الشعارات العديدة التي تطلقها الحكومة.. للنهوض بحال البلد.. طوال العشرين سنة الماضية لم تكتمل المدينة الرياضية وتحتاج الكثير لتكتمل.. بل الأدهى والأمر أن تتجه الدولة بعد كل هذه السنين للتبرعات لتكملها .. ليس من الرأسمالية والتجار والمؤسسات الكبرى بل لجأت حتى للمواطن الذي يكابد من اجل لقمة عيشه لتقول له حول لينا رصيد عشان نتم المدينة الرياضية.. و(خلينا نقيف لحدي هنا) فسنعود لهذا الأمر في مناسبة لاحقة.

أما في الجانب الإداري نفس الدولة التي عجزت عن إكمال المدينة الرياضية عينت احد نافذيها رئيسا لأحد ناديي القمة وهو رجل علي الأقل قادر علي توفير الأموال إذا كانت تخصه أو تخص الدولة هذه الأموال فحول إستاد المريخ إلى واجهة لملاعب السودان في كرة القدم.. ولتكون الدولة نفسها بطريقة متعمدة في نظرنا قد ساهمت في افقار القطب الثاني للكرة السودانية (الهلال) بعد أن أصبح الرجل يصرف صرف من لا يخشى الفقر علي تسجيلات ناديه وتطوير بنياته الأساسية..وإفقار الهلال جاء هنا من الديون التي تراكمت عليه ليحافظ علي لاعبيه من سطوة أموال القطب الأخر وأيضا ليحافظ على خبطاته في التسجيلات من إغراءات الوالي.. فهو من ادخل مصطلح المليار في تسجيلات لاعبين لا يصل مستواهم الى ربع ما يسجلون به.. وأهملت بعمد كذلك الملعب الذي يخصها ويخص اتحادها العام وهو ملعب المدينة الرياضية.

كلنا نكن تقديرا كبيرا للسيد جمال الوالي والرجل يجبرك بأدبه الجم واحترامه للجميع علي تقديره واحترامه.. ولكن الدولة التي عينته في بادئ الأمر علي رأس مجلس تسيير لنادي المريخ هي التي وضعته في هذا الموضع الحرج.. وكان الأولى بها (الدولة) أن تستعين بهذا الرجل كوزير للرياضة أو رئيس للاتحاد العام خاصة وان جذور مريخيته نفسها مشكوك فيه .. وكان من هذا الموقع ومن قدرته الكبيرة علي الصرف وتوفير الأموال أن يساهم في نهضة الرياضة وتطوير كرة القدم فيها ومن ذلك إنشاء ملاعب بمواصفات عالية تعيد لنا ثقتنا في ريادتنا لكرة القدم في أفريقيا التي تذيلناها الآن بعد أن أصبحت دول صغيرة وبلا إمكانيات تتفوق علينا بالكثير.. وعلي الأقل لديه القدرة (جمال الوالي) على إكمال المدينة الرياضية لا أن ينصب كل جهده علي نهضة نادي واحد زاد من حدة العصبيات بين القبائل الرياضية.. وجعل قطبي الكرة السودانية احدهما يجد الرعاية والتبني ويدفع بالاخر الى دور الملاجئ والايتام.

هذه هي معاول التخريب وما فعلته بكرة القدم في السودان.

دعوني أعود لموضوع حقوق البث والضجة التي سبقته.. وكان نتيجتها أن أعلن الاتحاد العام لكرة القدم عن فسخ تعاقده مع قناة قوون والبحث عن قناة أخرى تدفع لهم اكثر وفوري ليفوا للأندية بأموالها، ثم عجزه عن إيجاد البديل طوال أربعة أسابيع من الدوري الممتاز وأربعة أخرى قبل أن يبدأ الدوري الممتاز.. لنفاجأ بطريقة دراماتيكية جدا أن مؤسسة الرئاسة تدخلت وأمرت القناة الرسمية للدولة بثه وبالمجان.. كأنما قناة قوون هي التي رفضت بث دوري أدخلتهم في هذا المأزق وليس الاتحاد هو من فسخ هذا العقد الذي تبقت منه سنوات... تخيل بعد كل هذا ليس هناك حقوق بث ولا يحزنون وإنما هو مجرد وعود من الحكومة بان تعمل علي تطوير الأندية وزيادة مواردها (بس). (طيب ياخي البث دا ماتدوهو قوون حتي ولو بالدين تدفع ليكم متى ماتدفع ليكم.. بدل ما لا تطولوا ابيض لا اسود) وكلنا يعلم النجاح الذي أصابته هذه القناة.. ولن نقف في هذا الأمر كثيرا حتى لا نتهم بالتحيز للقناة ورمضان.. نريد أن نطرح أسئلة أخرى.. ما ذنب الأندية في أن يبث الدوري بالمجان من يدفع لها خسائرها وترحيلها والدخل الضعيف الذي سيهبط إلي اقل من النصف.. المستفيد الوحيد هو تلفزيون السودان الذي سيستقطب إعلانات كثيرة هربت منه في السابق إلى قنوات أخرى.

الغريب ان الجميع هلل وكبر للتوجيهات الرئاسية وبعض رؤساء الأندية أشادوا بها وبسعيها الدائم لتطوير الرياضية والوقوف في صف الجماهير... وبالتأكيد لن نسمع صوتا لعصام الحاج ولا هاشم ملاح ولا أي شخص اخر (دوشنا) من قبل بحقوق البث لان الجميع في فهمهم ماء او قل جرادة.. ولا عزاء للأندية ولا قناة قوون.

ولنا عودة لهذا الموضوع.


Share this