Test

استقلالية القرار الفني

7 أكتوبر 2013
أغلظنا على مجلس الهلال برئاسة البرير وطالبنا برحيله في أكثر من مقال بسبب العديد من الأخطاء الإدارية الفادحة التي وقع فيها، وحتى لانقع تحت طائلة النظر بعين السخط التي تبدي المساوئ فإننا نقف للإشادة باستقلالية القرار الفني في الهلال واطلاق يد الجهاز الفني بقيادة المدرب صلاح آدم من أجل التصرف وفق مايراه وماتمليه حاجة الفريق وجاهزية لاعبيه، والواقع يؤكّد أنّ البرير قد رفع يده تماماً وهيأ للجهاز الفني كل الأسباب التي تعينه على أداء واجبه وقد جنى الهلال ثمرات ذلك انتصارات متتالية وتقليص لفارق النقاط بينه وبين الفريق المتصدر إلى نقطتين فقط، والحال كذلك فإنّ تقييم عمل الجهاز الفني في نهاية المطاف سيكون منصفاً وعادلاً سواءً كان الحكم لصالح صلاح أو عليه.
 
وحتى لايكون القول مطلقاً على عواهنه فإنّ هنالك العديد من الشواهد التي تؤكّد أن البرير منح المدرب من الصلاحيات مالم يجده مدرب آخر، وفي مقدمة هذه الشواهد وضع اللاعب سيدي بيه والذي احتفى المجلس به احتفاءً كبيراً وعدّ قيده في كشوفات الفريق نصراً إدارياً كبيراً لاسيما أنّ الأمر طرق أبواب الاتحاد الدولي لكرة القدم وزادات الاحتفائية أكثر واللاعب يرتدي الرقم (8) رقم قائد الفريق السابق، وذهب المجلس إلى أبعد من ذلك عندما اقام مهرجاناً احتفائياً خاصاً على شرف اللاعب، بعد ذلك كله شارك سيدي بيه في مباريات تعد على أصابع اليد الواحدة قبل أن يدلي صلاح آدم بتصريحات قد تفتح باب الرحيل أمام اللاعب، حيث قال: إنّه يعاني من إصابة مزمنة، ولو كانت هناك تدخلات في القرار الفني لشارك سيدي بيه رغم أنف الجميع.
 
مايقال عن سيدي بيه يمكن أن يقال أيضاً عن المالي تراوري والذي جلس في بلاده فترة طويلة نجح خلالها الجهاز الفني في توفير اكثر من بديل فتألق كاريكا وتواصلت أهدافه صناعةً وتسجيلاً وعاد بكري المدينة بقوة وبرز الشبل محمد عبد الرحمن، وعندما عاد تراوري وعادت معه مشاكله الإدارية كان حظه مثل حظ سيدي بيه فلم يشارك لينتصر القرار الفني مرةً أخرى برعاية إدارية تستحق الإشادة والتقدير من قبل الأمين البرير رئيس النادي.
 
إنّ واحدة من أبرز عيوب العمل الإداري في السودان التدخل في الشأن الفني عن طريق فرض لاعبين بعينهم وابعاد آخرين، وهذا يؤدي إلى عدم الانصاف في تقييم المدربين بنهاية فترة عملهم، المدرب يجب أن يكون صاحب الكلمة النهائية بداية بتحديد اللاعبين المطلوبين لدخول الكشوفات، والمغادرين ثم تحديد مكان وزمان وطريقة الإعداد، وإذا تدخل المجلس في أي مرحلة من المراحل يكون بذلك قد أفسد ميزان التقييم النهائي، وكم كنا الهلال سيستفيد لو أن نهج البرير في التعامل مع الجهاز الفني أعمله في جميع مناحي العمل الإدارية في الهلال .

Share this