السبت 1 أكتوبر 2016
Test
أبوتـــــــريكة (نجوميــــــة) رغــــم الافـــول
16 يناير 2014
الرجل الفرنسي صاحب السبعين عاماً (فلاح فرنسي) يزرع البطاطس وبعض الزهور في الريف الفرنسي ... الرجل كان تتساقط (دموعه) وهو يتمسك بعربة زين الدين زيدان المنطلقة مثل السهم من ملهى ليلي.
زيدان يرى الفرنسي العجوز في (مرآة) سيارته ..فيأمر سائقه بالتوقف.
يتوقف السائق ..فيهرول الرجل بخطوات أسرع نحو العربية..هرولته لا تتوافق مع تقدمه في السن.
الرجل يمسك بملابس زيدان ...وحرّاس زيدان يشهرون أسلحتهم في وجه الرجل السبعيني.
لكن زيدان يوقفهم ..ويطالب منهم أن يردوا أسلحتهم إلى (أغمادها)..فقد شعر في لهفة الرجل الإلفة والعشرة والأبوة الأكيدة.
يهمس الرجل السبعيني في اذن زيدان مطالباً منه أن يتراجع عن الاعتزال ويعود إلى ممارسة نشاطه من جديد.
زيدان يقدر حالة الرجل ...ولكن في نفس الوقت يدعوه إلى أن يقدر حالته ..فقد قرر الاعتزال بقناعة تامة ...وقد حانت ساعة الاعتزال.
يمضي الرجل مكسورًا ...ويذهب زيدان مستقوياً بقراره ألا رجعة من الاعتزال.
يعتزل زيدان وهو صاحب أعلى دخل في الثانية للاعبي كرة القدم في العالم..فقد كان زيدان حتى اخر لحظاته في الملاعب الخضراء هو الأفضل عالمياً.
كانت آخر مباراة له مع ريال مدريد أمام فياريال في ملعب ريال مدريد (سانتياغوبرنابيو) في 7 مايو 2007 انتهت بالتعادل الايجابي 3 / 3 ...سجل فيها زيدان هدفاً.
وكان آخر ظهور له في ملاعب كرة القدم كلاعب كرة أمام المنتخب الايطالي في نهائي كأس العالم في 9 يوليو 2006 ..حيث كان المشهد الأخير لزين الدين زيدان في الدقيقة 110 عندما أشهر له حكم المباراة (الكرت الأحمر) بعد أن نطح المدافع الايطالي (ماركوماتيرازي).
هذه النطحة لم تثن زيدان عن الاعتزال ..ولم تجعل له دافعاً ليبدل رأيه ويعود لممارسة نشاطه في الملاعب.
لم تشكل له (النطحة) دافع شخصي ..يعدّل به صورته ويغيّر به نهايته في ملاعب كرة القدم.
اعتزل زين الدين زيدان وترجل بعد كأس العالم الذي اختير فيه كأفضل لاعب في البطولة رغم (النطحة).
اعتزل زيدان وهو الأفضل عالمياً ...والنجم الأول لأكبر بطولة في العالم.
غادر الملاعب بقرار قوى ..وشجاع ..فكسب ولم يخسر شيء.
أن تعتزل وأنت الأفضل هذا قرار لا يستطيع أحد أن يتخذه لو لم يكن صاحب القرار يمتلك شخصية قوية ...ويؤمن بأن النهايات لا بد أن تأتي.
من الأفضل أن تختار نهايتك في الملاعب قبل أن تجبر على ذلك..وتسمع صافرات الاستهجان والرفض.
زيدان كان كبيرًا ..ليس وهو لاعب كرة قدم فقط ..هو أكبر من ذلك عندما قرر الاعتزال وهو الأفضل.
ما فعله زين الدين زيدان ..جاء وفعله الكبير محمد محمد أبوتريكة ..الذي قرر الاعتزال رغم أن مصر كلها طالبته بالعودة ..والرجوع من قراره.
أوشك الشعب المصري أن يخرج إلى ميدان التحرير مرة أخرى ليعدل أبوتريكة من قرار اعتزاله.
كلنا شاهدنا الضغوط التى تعرض لها أبوتريكة من أجل العدول عن الاعتزال.
شكّلت الجماهير له كروت ضغط أينما اتجه ..داخل وخارج مصر.
وكان الاعلام المصري على مختلف مشاربه وميوله في الصحف والفضائيات والاذاعات ينادي بعدم اعتزال أبوتريكة.
أبوتريكة لم يلتفت لهذه الضغوط ..وكان لا يثنيه شيء عن اعتزاله.
المدهش أن أبوتريكة ترك الملاعب الخضراء بعد أن فاز بجائزة أفضل لاعب في افريقيا.
وهنا يشبه زين الدين زيدان الذي اعتزل وهو الأفضل في بطولة كأس العالم ..بينما كان أبوتريكة هو الأفضل في القارة الافريقية على نطاق بطولات القارة السمراء.
إذن يجب أن تترك الكرة وأنت الأفضل ...القدرة على العطاء ..والنجومية والتألق في المباريات يجب ألا تقف أمام قرار الاعتزال.
اللاعب الذي يعتزل من (كنبة الاحتياطي) لا يترك أثر ..ويبقى واضح أنه أجبر على ذلك..وأن الكرة خلته قبل أن يخليها هو.
الكبار ..يجب أن يكونوا كبارًا ليس في استمراريتهم فقط ..وإنما في تركهم للملاعب أيضاً.
وليس هناك أمثلة أفضل من زين الدين زيدان عالمياً ..وأبوتريكة على نطاق القارة السمراء.
أيضاً الناس تحفظ لمحمد بركات تركه للملاعب وهو النجم الأول في الأهلي المصري.
بركات أيضاً ترجل وهو أفضل لاعب في الأهلي المصري الذي حقق معه الكثير من البطولات.
وجاء بركات ليعتزل في صورة تؤكد أن هذا اللاعب كبير ..وأنه حقق لنفسه بطولة كبرى يوم أن قرر الاعتزال وهو النجم الأول في أهلي القرن.
هذه الدروس يجب مراجعتها ..ويجب التوقف عندها ..والتشبع بثقافتها.
ولعل لاعب الهلال السابق هيثم مصطفى ولاعب المريخ السابق أيضاً فيصل العجب ..أحق الناس وأكثرهم حاجة للتوقف في هذه الدروس.
اعتزال فيصل العجب وهو في مريخ الفاشر سوف ينقص منه الكثير ..كان أحرى بالعجب الاعتزال قبل (4) سنوات وهو في المريخ ليكون كبيرًا كما عرفناه.
أما هيثم مصطفى ...فإننا نقول إن التألق والنجومية ..والدوافع الشخصية ليس كافية للاستمرار..وقد فندها زين الدين زيدان وأبوتريكة وبركات ..ونحسبك أنت من الكبار مثلهم.
لكن نحسبك فشلت في الامتحان والاختبار الذي تعرضت له ..وقررت المواصلة واللعب في المريخ بعد (17) سنة في الهلال نحسبها ضاعت سدى بعد أن اتجهت إلى العرضة جنوب.
الاعتزال وترك الملاعب أمر لا بد منه ..هو شيء آتٍ آتٍ ..مثل الموت.
يستحسن أن تختار توقيت اعتزالك ..وأن تترجل وأنت كبيرًا ..بدلاً من أن تترجل بعد أن تستنفد كل الفرص التى أمامك.
ما أحب أن أتوقف عنده ..وأن أصححه عند الكثيرين هو أن القدرة على العطاء والتألق ليس كافياً للاستمرار.
لأن الكبار كلهم يعتزلون وهم أكثر قدرة حتى من ذي قبل.
على اللاعب أن ينظر إلى تاريخه إذا وجد في أي لحظة من اللحظات أنه لا يستطيع أن يقدم في مقبل الأيام ما قدمه في الأيام (الفايتة) عليه أن يعتزل وأن يتوقف.
خاصة إذا كان صاحب مسيرة حافلة وانجازات كبيرة مثل هيثم مصطفى في الهلال وفيصل العجب في المريخ.
على اللاعب أن يعرف أن نجوميته وشخصيته ليس فقط في ملاعب كرة القدم كلاعب ..يمكن أن يحقق نجومية أكبر من التى حققها في الملاعب إذا اختار توقيتاً مناسباً للاعتزال.
هيثم مصطفى لو اعتزل وهو في الهلال ..كانت نجوميته سوف تصبح أكبر ...وهو رمز من رموز الهلال قبل أن يتحول إلى المريخ فيهدم ما بناه في (17) عاماً.
كان المستقبل ينتظر هيثم مصطفى من حيث انتهى كلاعب كرة قدم وهو في الهلال...وهذا غير الذي كان يشعر به هيثم مصطفى، أن الاعتزال بالنسبة له كان نهاية.
بداية أكثر ألقاً كان سوف يأتي بها هيثم مصطفى لو اعتزل وهو في الهلال.
أما الان فقد خلط هيثم مصطفى الحابل بالنابل ..وأصبح بالنسبة للناديين لا يدخل ضمن رموز النادي.
ربما حقق هيثم مصطفى متنفس شخصي له وهو يلعب في المريخ ..لكنه بالتأكيد هذا المتنفس قصير المدى ..وسوف يعلم هيثم مصطفى سوء متنفسه هذا في المستقبل القريب.
قبل أيام قرأت حوار لصلاح إدريس ..قال فيه إنه سوف يعيد هيثم مصطفى إلى الهلال..وأظن أن هذا أصبح غير ممكن ..لأن عودة هيثم مصطفى للهلال ..لن تنسى جماهير الهلال ارتداء هيثم لشعار الهلال ..حتى ولو كان ذلك من باب (الاحترافية) كما يردد البعض بغير هدى.
الانكسر ..يبقى صعب ..بل مستحيل يتصلح.
ملحوظة : غلطة العجب أخف من غلطة هيثم مصطفى...لكن في نهاية الأمر خصمت كثيرًا من النجمين ..اللذان لم يعدا (رمزان) لا في الهلال ولا في المريخ.
هوامش
المريخاب الذين كانوا يتحدثون عن (الاحترافية) في موضوع هيثم مصطفى ..عادوا ولحسوا كلامهم في (الاحترافية) عندما كان فيصل العجب قريباً من الهلال.
اشمعنا موضوع هيثم مصطفى اعتبرتوه (احترافية) وموضوع فيصل العجب اعتبرتوه عدم وفاء من اللاعب.
محاولة تبرير الموافق بحكاية أن هيثم مصطفى تعرض لحرب في الهلال من المجلس والجهاز الفني ...أمر لا يبرر لهيثم مصطفى الانتقال للمريخ.
علماً أن مرارات فيصل العجب من المريخ أكبر ..هو أيضاً أجبر على الاعتزال ..ووعدوه ولم يوف بالوعود.
كان هيثم مصطفى سوف يكون (أكبر) لو لم يلعب بعد الهلال.
وكان سوف يكون أفضل لفيصل العجب لو لم يلعب بعد المريخ.
ما يفعله مجلس المريخ وإعلامه مع قناة النيلين ..شغل بتاع (شفع).
مجلس المريخ هل يتعامل مع الأمور بهذا التصرف (الطفولي).
إذا كانت الأمور في المريخ تدار على ذات المستوى...يبقى الرماد كال حماد.
خالد الاعيسر مطلوب منه أن لا ينكسر لهذه (الخزعبلات)..فما يحدث من المريخ تصرفات (صبيانية).
المضحك اعتراض المريخ على نقل مباراة الهلال والمريخ في الدوحة عبر قناة النيلين.
والأكثر اضحاكاً اعتراضهم حتى على نقل القناة لمباريات الدوري الممتاز.
انتوا قايلين البلد دي شغالة على كيفكم.
قوموا روحوا ..بلا لخمة معاكم.
.....
عاجل: فرحة بايرن ميونخ دي ...حدها الجمعة..ابقوا مارقين ساكت.