Test

إجماع في المريخ على عودة الروح والإستقرار للنادي بعودة الوالي

30 مايو 2016

الشارع الرياضي - محمد احمد دسوقي

لا هلال بلا مريخ ولامريخ بلا هلال وقوة الهلال من قوة المريخ والعكس هو الصحيح

  • بعد ان حسمت لجنة التسيير المريخية امرها ووافقت بالاجماع علي تقديم استقالتها للسيد الوزير، اتخذت قرارا بعدم التراجع عن الاستقالة الجماعية وأعلنت رفضها للمشاركة في الاجتماع الذي دعا له وزير الشباب والرياضة بولاية الخرطوم الاستاذ اليسع الصديق لانها قررت الخروج النهائي من موقع السلطة في النادي، وبعد هذا الموقف الحاسم والقاطع تراجعت لجنة التسيير عن رفضها الالتقاء بالوزير واجتمعت به في خطوة ليس لها أي تفسير سوي انها تريد قطع الطريق علي عودة جمال الوالي بعد استجابته لوفد اقطاب المريخ الذي زاره بمنزله للتفاكر حول الاوضاع المريخية والسعي لاقناعه بضرورة العودة للرئاسة باعتباره القائد الذي يجد القبول من جماهير النادي تقديراً لما قدمه للمريخ من عطاء متواصل خلال الثلاثة عشر عاما الماضية، وكعادته لم يخذل جمال رموز المريخ في الموافقة للعودة للرئاسة مشترطا ضرورة توحيد الصفوف وتضافر الجهود لاعادة الوحدة والاستقرار للمريخ.

  • كان من المتوقع والمامول ان يقبل السيد الوزير استقالة مجلس المريخ بعد فشله الذريع في ادارة شئون هذا النادي الكبير العريق الذي وصل مرحلة تمرد فيها اللاعبون واعلنوا رفضهم المشاركة في التمارين والمباريات لعدم نيلهم لرواتبهم ومتاخراتهم بجانب معاناة مجلس التسيير المستمرة في اقامة المعسكرات الداخلية والخارجية وفي دفع مستحقات المدرب الاجنبي الذي وجه انتقادات حادة للمجلس بالصحف كما ان توفير تذاكر السفر للمشاركات الافريقية كان مشكلة حقيقية للمجلس الذي اضطر لابعاد لاعب من السفر في اخر لحظة لتوفير ثمن تذكرة واحدة ،ولم تقتصر مشاكل المجلس ومعاناته علي الجوانب المالية حيث تراجع مستوي الفريق بصورة غير مسبوقة في مباراته مع الكوكب المراكشي التي كان فيها اللاعبون مجرد اشباح تتحرك بلا روح او مسئولية وظهروا بمستوي بائس لا يليق بفريق المريخ صاحب التاريخ، وكانت السقطة الاخلاقية الكبري في اعتداء عضو لجنة التسيير حاتم محمد احمد علي الحكم بلكمة يسارية كادت ان تسقطه أرضاً،وفي اعتداء اللاعبون الوحشي علي المصورين المغاربة بصورة شوهت وجه المريخ واساءت للكرة السودانية والوطن ،وكانت خاتمة المطاف في عروض سوء السلوك الهجوم العنيف الذي شنه بكري المدينة علي المجلس والمدرب علي صفحات الصحف دون ان تصدر بحقه أي عقوبات ،واعتقد ان مجلس التسيير الذي يعتبر من اسوا المجالس في العشرين سنة الاخيرة والذي ارتفعت ضده آيات المعارضة من جانب جماهير النادي واقطابه ومجلس شوراه كان ينبغي ان يقبل الوزير استقالته ويعلن لجنة تسيير جديدة بقيادة الوالي حرصا علي مصلحة المريخ واستجابة لرغبات كل مكونات النادي باعتباره رجل المرحلة والقائد الذي يحظي بتاييد واسع في الشارع المريخي.

  • من حق المريخاب ان يختلفوا مع جمال الوالي وان ينتقدوه ويقوموه اذا حاد عن الطريق لانه ليس هناك اداري بلا سلبيات او تجاوزات ولأن الكمال لله وحده، ولكن في المجمل النهائي فان ايجابيات جمال الوالي خلال الثلاثة عشر عاما الماضية لا يمكن مقارنتها باخطائه والتي لا تساوي شيئا في محيط عطاءه واعمال انجازاته في مجال المنشات بتشييده لحوض السباحة والملعب الرديف وتاهيله للنادي وتحديثه للاستاد الذي حوله من خرائب ايلة للسقوط ومرتعا للاغنام ووكرا للصوص الي تحفة معمارية يفخر بها كل مريخي بتكلفة تجاوزت العشرين مليارا، وعلي مستوي الفريق استجلب له عددا كبيرا من المحترفين والمدربين الاجانب واقام له معسكرات الاعداد الداخلية والخارجية واتاح له فرصة اللعب امام بايرن ميونخ بطل العالم في دوحة الخير ووصل الفريق في عهده لنهائي بطولة الكونفدرالية وكان علي بعد خطوة من الصعود لمنصة التتويج لو استشعر اللاعبون المسئولية وقاتلوا ببسالة من اجل تحقيق الانجاز الافريقي الذي قدم الوالي في سبيله كل ما يملك من جهد وفكر ومال ،ورغم كل ما قدمه الوالي فقد تعرض لاسوا حملات الاساءة والتجريح علي المستوي الشخصي والعام ولكنه تجاوزها بصبره وتسامحه ورفضه لاستغلال علاقاته ونفوذه لتصفية حساباته مع من تجاوزوا معه كل الخطوط الحمراء ليؤكد مدي ما يتمتع به من عفو ورحابة صدر مع من كانوا اكثر الناس عداوة له واصرارا علي ابعاده من قيادة المريخ، ورغم قناعتي التامة بان ما سطرته عن جمال الوالي سيغضب الكثيرين من الاهلة والمريخاب الذين لا يرون في جمال شيئا جميلا فان ذلك لن يؤثر في موقفي لانني اكتب بقناعة وضمير حي بعيدا عن أي عصبية تحجب نور الحقيقة او أي اعتبار لتداعيات وردود افعال من بعض المتشنجين الذين يريدون لاي كاتب ان يعبر عن اراءهم ووجهات نظرهم وليس عن رؤاه ومواقفه، كما انني كصحفي تعلم اصول المهنة والبعد عن عصبية الانتماء من الاساتذة الاجلاء هاشم ضيف الـله وحسن عز الدين واحمد محمد الحسن ادرك ان عشقي للهلال والانتماء اليه لا يمنعني من ان أقول كلمة الحق في جمال الوالي او أي قضية رياضية ،كما ادرك تماما انه لا هلال بلا مريخ ولا مريخ بلا هلال وان قوة الهلال من قوة المريخ والعكس هو الصحيح وان سعادة الاهلة الحقيقية عندما ينتصر فريقهم علي المريخ وهو في اوج قوته وعنفوانه وليس في ضعفه وهزاله، ويحدثنا التاريخ ان الامير منزول قد اوقف مهاجمي الهلال من احراز الاهداف في مرمي المريخ في احدي المباريات التي تجاوز فيها عدد الأهداف الخمسة بعد ان اصيب حارس المريخ ولعب احد المهاجمين مكانه وقال الأمير لزملائه الذين احتجوا علي ايقاف الاهداف ان الهلال لا يشرفه ان يهزم المريخ في لحظات الضعف بل بانتزاع الفوز عنوة في لحظات القوة والندية، فهذا هو هلال التنافس الشريف والايمان بقيم ومبادئ الرياضة التي لا تعرف العصبية والعداء والكراهية في رياضة تقوم علي الاخاء والصداقة والمحبة.


Share this