Test

لعب لمثلث أم درمان شيبوب..الصامت المحظوظ.. !

27 يونيو 2016

اكتشفه محسن سيد.. يدين بالفضل لغارزيتو والجـــمــــــاهير تنــاديه بـ(بــوغــــــــــبـا)

تقرير: محمد الجزولي

يذكر التاريخ أن مباراة اتحاد العاصمة الجزائري في الجولة الثانية من مرحلة مجموعات دوري أبطال أفريقيا، هي أول مباراة يلعبها شيبوب أساسياً مع المريخ على المستوى الأفريقي، حيث قدم في تلك المباراة أداءً خرافياً توجه بهدف رأسي جميل تغاضى الحكم المالي كيتا عن احتسابه بحجة إن الكرة قد عبرت لخارج الملعب، إلا أن مباراة المريخ مع وفاق سطيف في الجولة الرابعة من ذات الدور تعتبر أجمل مباريات اللاعب مع المريخ على الإطلاق، حيث قدم مستوًى لافتاً وساهم في النتيجة التي انتهت لصالح فريقه بهدفين مقابل هدف.

اكتشفه محسن سيد

يعتبر الكابتن محسن سيد هو المكتشف الحقيقي للاعب شرف الدين شيبوب، حيث قاده من فريق المهدية أم درمان الذي شهد بزوغ نجمه إلى فريق الموردة الذي لعب معه موسمين قبل أن يحط رحاله في القلعة الحمراء بالفريق الرديف، حيث راهن محسن عليه كثيراً وتأسف بعد رحيل شيبوب إلى الهلال ووصف ذلك بالخسارة.

بوغبا السوداني

أطلقت بعض جماهير الهلال لقب بوغبا على شرف الدين شيبوب، تشبيهاً له بالفرنسي بوغبا لاعب وسط جوفنتوس الإيطالي المرشح بالانتقال إلى ريال مدريد الأسباني، حيث هناك تشابه بين اللاعبين من حيث الشكل وطريقة اللعب وقصة الانتقال من نادٍ إلى نادٍ، حيث عض السير فيرجسون مدرب مان يونايتد أصابع الندم على بوغبا الذي فرط فيه بسهولة ولكنه رد عليه بتألق مثير مع السيدة العجوز وها هو شيبوب يثير غضب المريخ بعد انتقاله إلى الهلال ومشاركته في لقاء القمة الأخير.

لغته الصمت

الضجة التي أثيرت حوله لم تحرك ساكناً في شرف الدين شيبوب الذي يتميز ببرود أعصاب يحسد عليه، حيث فضَّل الصمت في الوقت الذي توقع فيه الجميع أن يخرج فيه ويتحدث بعد توقيعه للهلال ورفض التعليق على الأحداث المرتبطة به والتي تدور في فلكه واعتذر بلطف لـ(قوون) عن الحديث في ذلك الوقت وقال: إن لغته الرسمية هي الصمت، مما يؤكد أن اللاعب الذي بدأ حياة جيدة مع الهلال بعد عام ونصف بكشف المريخ لا يريد أن يهدر وقته في الحديث وإنه من طينة اللاعبين الذي يتركون الآخرين يتحدثون عنهم.

دخل تاريخ أم درمان

دخل شرف الدين شيبوب نجم وسط الهلال تاريخ أم درمان والكرة السودانية من أوسع الأبواب بعد أن انضم لركب اللاعبين الذين لعبوا لمثلث أم درمان (الهلال والمريخ والموردة)، بقيادة المدافع فتحي فرج اللـه ابن عروس الرمال الذي دافع عن ألوان شعار المريخ ومن ثم جرَّب حظه مع الهلال واختتم مشواره في دار الهلب، قبل أن يأتي المعز محجوب الذي حمل لواء الجيل الحديث حيث حرس عرين الموردة والهلال وأخيراً المريخ وعلى ذات الطريق سار الطاهر الحاج (سادومبا) الذي لعب للموردة والمريخ وانتقل في مايو الماضي إلى البيت الأزرق جنباً إلى جنب مع شيبوب الذي أصبحت عملية انتقاله حديث العامة والخاصة

تدريب وحيد قاده للفريق الأول

يدين شرف الدين شيبوب بالفضل إلى الفرنسي دييغو غارزيتو المدير الفني السابق للفريق، الذي أعاد اكتشاف اللاعب بعد أن طلب في بداية الموسم الماضي الاستعانة ببعض لاعبي الفريق الرديف بعد أن ضربت موجة الإصابات عدد من لاعبي الفريق الأول قبل مباراة مريخ الفاشر، حيث استجابت دائرة الكره بالمريخ لطلبه بدعم الفريق ببعض اللاعبين الشباب كان من بينهم شيبوب الذي أقنع غارزيتو من أول تدريب وطلب من عبدالصمد محمد عثمان رئيس القطاع الرياضي في الموسم الماضي ضم اللاعب إلى البعثة المسافرة إلى نيالا، حيث شارك شيبوب بديلاً في الشوط الثاني وقدم مردوداً جيداً فرض به نفسه على قائمة غارزيتو ولم يخرج اللاعب من تشكيل الفريق إلا بعامل الإصابة.

غياب مؤثر أمام مازيمبي

أرجع الفرنسي دييغو غارزيتو تراجع مستوى وسط المريخ في مباراتي مازيمبي الكنغولي لصالح نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا إلى غياب النجم الشاب شيبوب، وقال في المؤتمر الصحفي الذي انعقد بعد لقاء الإياب الذي كسبه المريخ بهدفين مقابل هدف: إن غياب شيبوب أربك أداء الفريق وجعله يخسر معركة الوسط. وكان شيبوب قد غاب عن مباراتي نصف النهائي بعامل الإصابة.

ظهور لافت مع الأولمبي

يبقى شرف شيبوب من اللاعبين الذين قدموا أنفسهم عبر المنتخب الأولمبي الذي وصل إلى نهائيات دورة كل الألعاب الأفريقية التي أقيمت نهاية العام الحالي بالكونغو برازفيل، وحرمته الإصابة من الظهور في النهائيات وينتمي شيبوب إلى جيل أطهر الطاهر ووليد علاء الدين، بشه الصغير، إبراهيم جعفر، أبو عاقلة عبداللـه، محمد عبدالرحمن وأحمد عبدالعظيم حارس هلال الأبيض الحالي.

قرار إداري نقله للهلال

تصنف عملية انتقال شرف الدين شيبوب من المريخ إلى الهلال أكثر العمليات إثارة وفاقت عملية انضمام فيصل العجب قبل 19 عاماً للمريخ، وشهدت فصولها رواية وحكايات بدأت بجوبا عاصمة الجنوب التي سافر لها بأمر الهلال وعاد منها بأوامر المريخ ومن ثم حط رحاله وطار إلى تونس ووقع في كشف شبيبة القيروان قبل أن يبيعه الأخير للهلال مقابل 50 ألف دولار، حيث وقع في الحادي عشر من مايو الماضي محترفاً بالفريق الأزرق لأربع سنوات وفي اليوم التالي تقدم المريخ بشكوى طاعناً في قانونية انتقاله للهلال.

طريقه سالك للنجاح

يبقى طريق شرف الدين شيبوب للنجاح سالكاً بعد أن أصاب جميع اللاعبين الذين انتقلوا من الهلال للمريخ في العقدين الآخرين، بداية بلاعب الوسط بابكر الحلو باكمبا ومروراً بحمودة بشير وعلاء الدين يوسف ونصر الدين الشغيل والقاسم المشترك بينهم أن جميعهم يلعب في خط الوسط.

عريس قمة رمضان

إذا كان النيجيري عزيز شيبولا والزيمبابوي إدوارد سادومبا هما من هز شباك المريخ ومنحا الهلال الفوز بهدفين مقابل هدف، فإن شرف الدين شيبوب كان عريس قمة الاثنين، بعد أن قطع الهلال الشك باليقين وقام بإشراكه في الشوط الثاني، في تأكيد صريح على سلامة موقفه القانوني، ووجد اللاعب استقبالاً لم يسبق له مثيل من قبل جماهير الهلال التي هتفت له بصوت واحد (شيبوب كواي القلوب) ليدخل القلوب من أوسع الأبواب ويبدأ رحلته الجديدة في البيت الأزرق.

لا زال شرف الدين شيبوب لاعب وسط الهلال يتصدر عناوين الأخبار في السودان، وأصبح مادة دسمة للتناول الإعلامي بشكل يومي منذ عملية اختفائه عن الأنظار في ديسمبر الماضي، وتنقله ما بين جوبا وتونس قبل أن يعود للخرطوم ويرتدي شعار الهلال في التسجيلات الصيفية الأخيرة، ولم ينته به الأمر عند هذا الحد، حيث ظلت الأضواء تسلط عليه بشكل يومي خاصة بعد أن قام نادي المريخ بتقديم شكوى للاتحاد العام طاعناً في عدم قانونية مشاركته مع فريقه الهلال في مباراة القمة الأخيرة وهدد بتصعيد القضية للفيفا في حال عدم إنصافه من قبل الاتحاد ولجانه المساعدة.


Share this